لا بدَّ لنا من معرفة عيوب أنفسنا حتى نبدأ بعلاجها لأن الداء إذا عُرف، عرف الدواء.
وفي هذا المجال يذكر علماء الأخلاق سبلاً ثلاثة نستطيع من خلالها أن نحدد بدقّة عيوب أنفسنا.
هذه الطرق الثلاث من
السهل أن نتعلّمها، ولكن العلم في مثل هذه الأمور فقط، لا يكفي إن لم يكن هناك قرار حاسم وجازم في الأخذ بها، ولأن إهمالها سيؤدي إلى استفحال أمراض النفس وأهوائها وبالتالي يكون الهلاك الأبدي، لأن هلاك الروح أشد وأفدح من هلاك الجسد.
إن هلاك الجسد
فيه خسارة الدنيا فقط
أما هلاك الروح
ففيه خسارةالدنيا والآخرة
واستحقاق العذاب الدائم والفراق الأليم،
فمرض النفس وانحرافها أشد ألماً من مرض الجسد ووجعه، كما هو واضح من خلال مشاكلنا وهمومنا اليومية.
أولاً:
أن يتخذ الواحد منَّا أخاً مراقباً لأعماله، صادقاً، ورعاً، مخلصاً، متبصّراً في أمور الدين، حريصاً على رضى الله سبحانه، لا يتملّقه ولا يداريه، وذلك ليدله على عيوبه.
ثانياً:
أن نتخذ قدوة لنا نتبعه في سائر أعمالنا: حركاته وسكناته إذا توفر لنا ذلك، وإن كان من الصعب وجود مثل هذا النموذج بسهولة بحسب الأمكنة والأزمنة والتوفيق.
ثالثاً:
أن ننظر إلى عيوب الناس التي ننتقدهم من أجلها. ولا نريدها لهم، فمن باب أولى أن لا نرضى هذه الأمور لأنفسنا أيضاً كما لا نرتضيها لغيرنا.
وفي الختام:
علينا أن نحذر الصفات المذمومة التي يجب أن نبتعد عنها و نتخلص منها.
و التقرب من
مساعدة أخ صديق، أو من خلال قدوة نتبعها، أو من خلال اجتناب ما نكره من صفات عند الناس..
كما علينا أن نعرف الحق فنتّبعه، وأن نعرف الباطل فنجتنبه.. فمن رحمة الله سبحانه
علينا أن دلنا وأرشدنا إلى ما تقدم. فقد ورد في رواية مباركة: "إذا أراد الله بعبد خيراً بصره عيوب نفسه". فهل يا ترى سنوفق لمعرفة عيوب أنفسنا، وهل سنتشرف بتطهير قلوبنا، وتصفية نفوسنا فنحظى بنظرة ربَّانية إليها..
وهل ننصت إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول: "قلوب العباد الطاهرة، مواضع نظر الله، فمن طهّر قلبه نظر إليه".