التزم بالتوقيت – لان العمر محدود
اسماعيل رفندي
مع كل الاعتبار والاهتمام لما قيل وكتب في أهمية البرمجة الذاتية واستثمار لحظات العمر وتنظيم الوقت، أرى الأهم والأجدر أن نجعل كل حلقات الوقت ضمن جدول مبرمج متوازن، وبذلك ننتصر على الآفات ونتغلب على السلبيات وننجح في التخطيط ونبلغ الطموح ونستقبل ما يفرحنا في الدنيا والآخرة ؛ وهكذا نعطي للوقت معناه الحقيقي ونلتزم بالدقة والخطة الذاتية والتوقيت.
ومن هنا لا بد ان نشير الى الأسس العلمية لاستيعاب مقاصد التوقيت في تنفيذ الخطة والالتزام ببرمجة الوقت واستثمار السنوات المحدودة من العمر في محطة الدنيا.
الأساس الأول: الزمن ودوره في الحياة الإنسانية ومدى تأثره بالظروف والمتغيرات والثوابت.
الأساس الثاني: المكان ودوره في البيئة والتغيرات الجغرافية مع مستوى تأثر الإنسان بالواقع والواقعية.
الأساس الثالث: الفكر ومدى قدرة الإنسان على استثماره مع القدرة على المرونة في الأخذ والعطاء.
الأساس الرابع: التصور ورؤية الإنسان لذاته وحياته وما حوله ومن حوله بين السلب والإيجاب.
الأساس الخامس: الطاقة، وتتوزع ذلك في الطاقات العجيبة في ذاتية الإنسان ( كنفس وروح وعقل وجسم ) مع مصادر الطاقة فيما حولنا من الطبيعة والمخلوقات ومع مختلف العلاقات الإنسانية الأخرى•
وحتى لا نقع في القوالب النظرية والفلسفية لا بد من النظر بواقعية وبكل وضوح إلى هذه الأسس والمصادر للقدرة على التوقيت والالتزام بالتوقيت ايضا؛ فالزمان والمكان هما أرضية التوقيت ، وأطوار العمر والفكر، والتصور والطاقة هما محركاه، ويبقى الإنتاج والاستثمار والايجابية في مدى التفاعل الجدي والتعامل الواعي مع أصل هذه المسألة .
إذاً لا بد من نمذجة الوقت، حتى نستطيع توزيعها على مجالات الحياة وأنواع التحرك الإنساني وذلك على سبيل التوضيح، وليس على سبيل التفصيل في الموضوع وتغظية كافة مجالاته .
نموذج : ( العلاقات بصورة عامة ) حتى نستطيع توقيت لحظاتنا وساعاتنا, لا بد من معرفة كافة مجالات العلاقات مثل :
1- العلاقة مع الذات ( أو كيف تتعامل مع ذاتك (
2- العلاقة مع الآخرين - من الأهل والأقرباء والأصدقاء والجيران مع العلاقات المهنية ( كيف تتعامل مع الآخرين) .
3- العلاقة مع الواقع والبيئة والمحيط مع رؤية واضحة في الفصول والمواسم، لان هناك فرق بين التوقيت في الصيف والتوقيت في الشتاء والربيع ( أي كيف تتعامل مع الطبيعة ).
4- العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، وهذه سر نجاح كل العلاقات ان أمنا به وأتبعناه كما يريد منا ويرضى ( أي كيف تتعامل مع خالقك ) .
- كل أنواع العلاقات السابقة الذكر، لا يستغني منها الإنسان الواعي ولا بد من التركيز عليها حتى تأتي بثمارها في أوقات معينة .
ولكن لزيادة إدراك قيمة العلاقات والتعامل الإنساني لا بد من التطرق إلى العوائق- المشاكل والأزمات- وذلك للاستعداد المسبق أمام الصدمات، مثل :- المشاكل ، كيفية تشخيصها وطرق التعامل معها مع إيجاد أحسن الحلول .
1- الطوارئ، كيفية الحد منها والسيطرة عليها بصورة متوازنة بين التوقيت والبرمجة الذاتية لمطاليب النفس ورغبات الآخرين.
2- حالات الضعف من النفس والإدراك العقلي وضغوطات الحياة كلها مؤثرة في نوعية العلاقات ويؤثر في آلية التعامل .
3- مع التأثر بالواقع السياسي والأمني والاقتصادي سلبا وإيجابا .
* من هنا لا يستغنى الإنسان من التوقيت المستمر وجعل الوقت في جداول مرتبة ومنظمة وفق كل النشاطات والتحركات والرغبات وتنفيذ الواجبات.
إذاً لابد من الجدية في الالتزام ببرمجة رأسمال العمر، لتنفيذ مشاريعك والسيطرة على مشاكلك ولتبلغ مناك .