السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لذة الخلوة مع الله
قال الحسن البصري حينما سئل ؟
ما بال أهل الليل على وجوههم نور ؟
قال :
لأنهم خلوا بربهم فألبسهم من نوره
سبحانه وتعالى
المؤمن الذي في عز المحنة وشدتها وهولها
يبقى ساكناً مطمئناً بوعد الله وبنصر الله سبحانه وتعالى
كما كان من الرسل والأنبياء
ما ظنك باثنين الله ثالثهما
{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }الشعراء62
{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء69
ما أعظم هذه الطمأنينة المنسكبة في القلب
والتي تجعل الإنسان مستقراً مطمئناً
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ
فإذا صح منك الود فالكل هيناً
وكل الذي فوق التراب ترابُ
فما الذي يفرحك في هذه الدنيا ؟
إنه الفرح بفضل الله
بطاعة الله - سبحانه وتعالى
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58
عندما يفرح الناس بالعلاوات وزيادة الأموال
عندما يفرحون بالدور والقصور
يفرح المؤمن ..بسجدةٍ خاشعة ..في ليلة ساكنة
في وقت سحر يناجي فيها ربه
ويسكب دمعه ..ويتذلل بين يدي خالقه ..سبحانه وتعالى
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16
هذا هو الشوق الذي يستولي على القلب
عندما يتغلغل فيه الإيمان
فهذا بلال - رضي الله عنه
عندما تحين وفاته ..تصيح زوجته وتقول :يا حزناه
فيقول :
بل وافرحتاه
غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه
وذاك عمير بن الحمام في موقعة وغزوة بدر
يأكل تمرات
: فحينما يسمع نداء النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول
لا يقاتلهم اليوم رجل مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة
فيرمي بالتمرات قائلاً
ما أطولها من حياة حتى أبلغ هذه الأمنية العظيمة
/
/
ياالله يا رب يا إلهنا وخالقنا اسألك بأسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به اعطيت ..
ارزقني محبتك لي ... ووالدي والمسلمين اجمعين