قال ابن كثير :"ذكر غير واحد من المفسرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما يخاطب
بعض عظماء قريش، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أم مكتوم،
وكان ممن أسلم قديما، فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ويلح عليه،
وود النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل؛
طمعا ورغبة في هدايته، وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه، وأقبل على الآخر
فأنزل الله تعالى : عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى" ،
فما انصرف عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وعبس رغبة عنه أو استهانة به، وإنما حمله على ذلك
رغبته في إسلام أولئك العظماء، ليعز بهم المسلمون، ومع ذلك فقد بلغها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكتمها.
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولى اسمه زيد بن حارثة تبناه الرسول قبل البعثة،
وكانت عادة العرب أن زوجة الابن تحرم على الوالد ولو لم يكن ابنا للصلب وإنما كان ابنا بالتبني،
وأراد الله تعالى أن يهدم هذا العرف الجاهلي، فلما طُلقت زينب زوجة زيد، شرع الله لرسوله
صلى الله عليه وسلم زواجها ليكون هو أول من يهدم هذا العرف الجاهلي، لكن هذا الأمر
كان صعبا على تلك البيئة لتأصل تلك العادة فيهم، فأخفى صلى الله عليه وسلم في نفسه
هذه المشروعية، فقال الله تعالى له في شأن زينب بنت جحش وزوجها حارثة مولى
النبي صلى الله عليه وسلم :"وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"
فبلغها ولم يكتمها، قال أنس :"جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يقول :اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس :لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كاتما شيئا لكتم هذه، قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول :
زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات " ،
فالرسول صلى الله عليه وسلم أمين على وحي الله تعالى، يبلغه كما أنزله الله عليه،
لا يزيد فيه ولا ينقص منه.
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله
الساهر الرتبه
عدد الرسائل : 141 العمر : 29 الاوسمه : دعاء : تاريخ التسجيل : 06/03/2008 السٌّمعَة : 4
موضوع: رد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله الخميس 12 يونيو 2008 - 22:55
رحمته صلى الله عليه وسلم بالعالمين :
قال الله له :" :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، [الأنبياء :107]،
فما أرسله تعالى إلا ليكون إرساله رحمة للعالمين جميعا فمن قبل رسالته فهو ممن رحمهم الله تعالى
ومن أعرض فعلى نفسه جنى، ولقد شملت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى الحيوانات،
فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال :"كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته،
فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال :من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال :من حرق هذه؟ قلنا :نحن،
قال :إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار" فالنبي صلى الله عليه وسلم يرق لحال
هذا الطائر الذي فقد ولديه، ويرحمه ويأمر من أخذهما بإطلاقهما، مع أن صيد البر حلال لكن الرحمة
التي ملأت جوانح الرسول الكريم لم يقدر معها على رؤية هذا الطائر المسكين المفجوع في ولده،
حتى أمر بإطلاقه، وها هو ذا صلى الله عليه وسلم يدعو إلى رحمة كل ما فيها روح ويحث على ذلك
ببيان ما فيه من الأجر فيقول :"بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج،
فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال :لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه
ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا :يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟
قال :في كل كبد رطبة أجر" وكان صلى الله عليه وسلم يرحم الصبية الصغار ويقبلهم،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي
وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع :إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا،
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال :من لا يَرحم لا يُرحم" ، ودعا أمته إلى رحمة الخلق
جميعهم-من في الأرض- من يعقل كالإنس ومن لا يعقل كالحيوانات، فقال :"الراحمون يرحمهم الرحمن،
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله،
ومن قطعها قطعه الله " ، وقد سجلت لنا السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها شمائله التي طبعه الله تعالى
عليها حتى من قبل أن تأتيه الرسالة، فقالت له لما جاءه الوحي :" والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم،
وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" فكانت هذه خلاله
صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه، فلما جاءه الوحي زادت نورا وتلألؤا وجلالا،
فصلى الله عليك يا من أرسلك ربك رحمة للعالمين
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله
الساهر الرتبه
عدد الرسائل : 141 العمر : 29 الاوسمه : دعاء : تاريخ التسجيل : 06/03/2008 السٌّمعَة : 4
موضوع: رد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله الخميس 12 يونيو 2008 - 22:56
الحلم والعفو والصفح من شمائله صلى الله عليه وسلم :
كان الحلم والعفو والصفح شيمة هذا الرسول الكريم، حتى إنه لم ينتقم لنفسه قط،
إلا أن تنتهك حدود الله تعالى، فقد كان لرجل من اليهود دين على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتاه يتقاضاه منه وأغلظ له في الكلام فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بحلم وصفح
-على ما يتبين من هذه الرواية-حتى أداه ذلك إلى الإسلام، فقد كان زيد بن سعنة من أحبار اليهود
وأتى النبي صلى الله عليه وسلم "يتقاضاه فجبذ ثوبه عن منكبه الأيمن، ثم قال :
إنكم يا بني عبد المطلب أصحاب مطل، وأني بكم لعارف، فانتهره عمر،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا عمر أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج :
أن تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي، انطلق يا عمر أوفه حقه،
أما أنه قد بقي من أجله ثلاث [أي لم يحن أجل الدين بعدُ، بل بقي منه ثلاث] فزده ثلاثين صاعا،
لتزويرك عليه" ، ورواه ابن حبان وفيه :"فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان
ونفر من أصحابه، فلما صلى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه، فأخذت بمجامع قميصه
ونظرت إليه بوجه غليظ، ثم قلت :ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمطل،
ولقد كان لي بمخالطتكم علم، قال :ونظرت إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير،
ثم رماني ببصره، وقال :أي عدو الله، أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل به ما أرى؟
فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي هذا عنقك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، ثم قال :إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن
الأداء وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعا من غيره، مكان ما رعته،
قال زيد فذهب بي عمر فقضاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر، فقلت :ما هذه الزيادة؟
قال :أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك، فقلت :أتعرفني يا عمر؟ قال :لا فمن أنت؟ قلت :أنا زيد بن سعنة، قال :الحَبْر؟ قلت :نعم الحَبْر، قال :فما دعاك أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ما قلت وتفعل به ما فعلت؟ فقلت :يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أختبرهما منه :يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فقد أختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا،
وأشهدك أن شطر مالي-فإني أكثرها مالا-صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
فقال عمر :أو على بعضهم؟ فإنك لا تسعهم كلهم، قلت :أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد :أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ..الحديث"
فحلم عليه، ولم يرد عليه بمثل ما قال، بل زاده في حقه من أجل انتهار عمر له،
وعن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني
غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال :يا محمد مر لي من
مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء"
فلم يقابل جفاء الأعرابي وغلظته وقسوته عليه إلا أن التفت إليه وضحك،
ثم أعطاه ما سأل، فما أحلمك يا رسول الله. وقد حاربته قريش أشد المحاربة، وألَّبوا عليه القبائل وآذوه وآذوا أصحابه، فلما أمكنه الله منهم
وأظهره عليهم ودخل مكة فاتحا في عام الفتح في موقف النصر والعزة والتمكين، لم يعاملهم بما
يستحقونه من العقاب البليغ، بل عفا عنهم "وقال لهم حين اجتمعوا في المسجد :
ما ترون أني صانع بكم؟ قالوا :خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم،
قال :اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله
الساهر الرتبه
عدد الرسائل : 141 العمر : 29 الاوسمه : دعاء : تاريخ التسجيل : 06/03/2008 السٌّمعَة : 4
موضوع: رد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله الخميس 12 يونيو 2008 - 22:57
شجاعته صلى الله عليه وسلم :
كان لرسول صلى الله عليه وسلم في الشجاعة القدح المعلى فكان أسرع الناس إلى العدو وأقربهم إليه،
ولم يفر صلى الله عليه وسلم من أية معركة رغم شدتها والتحام الصفوف فعن أبي إسحق قال :
"جاء رجل إلى البراء فقال :أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة، فقال أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم
ما ولىَّ، ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة،
فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول :أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب،
اللهم نزل نصرك، قال البراء :كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به،
يعني النبي صلى الله عليه وسلم " وكان صلى الله عليه وسلم إذا دهم المدينة خطر يكون
أسرع الناس لاستجلائه، فعن أنس قال :"كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود
الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي
صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت، وهو يقول :لن تراعوا، لن تراعوا، وهو على
فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال :لقد وجدته بحرا أو إنه لبحر"
فلفرط شجاعته صلى الله عليه وسلم كان أول من فزع حتى استجلى الأمر، حتى إن أسرع الناس
من بعده لم يلحقه إلا وهو راجع، وذهب على فرس عري ليس عليه سرج والسيف في عنقه،
فأي شجاعة هذه التي تجعل من صاحبها يقدم بمفرده ولا ينتظر من يعاونه أو يساعده على
هذا الوضع الصعب، و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر :"أنه غزا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه،
فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في
العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه،
قال جابر فنمنا نومة ثم إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا،
فقال لي :من يمنعك مني؟ قلت :الله فها هو ذا جالس، ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " ،
في هذا الوضع الصعب حيث الرجل ممسك بالسيف، والرسول صلى الله عليه وسلم ليس معه سلاح،
لكنه ظل رابط الجأش واثقا من معية الله، ولم يظهر منه خوف أو جزع، بل ثبات ويقين،
قال ابن حجر :"وفي الحديث فرط شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة يقينه
وصبره على الأذى وحلمه عن الجهال"
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله
الساهر الرتبه
عدد الرسائل : 141 العمر : 29 الاوسمه : دعاء : تاريخ التسجيل : 06/03/2008 السٌّمعَة : 4
موضوع: رد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله الخميس 12 يونيو 2008 - 22:57
وجوب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم :
نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من لوازم الإيمان، وقد ضمن الله تعالى الفلاح لمن آمن برسوله ونَصَرَه،
فكان البذل والعطاء في سبيل الله سواء بالهجرة أو بالنصرة دليل الإيمان الحق. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة قبل الهجرة يطوف على الناس يطلب النصرة
حتى يتمكن من إبلاغ رسالة الله تعالى للعالمين،"فعن جابر قال :مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة، وفي المواسم بمنى، يقول :من يؤويني من ينصرني
حتى أبلغ رسالة ربي، وله الجنة، .." الحديث ، وعندما أراد الهجرة إليهم في المدينة أخذ البيعة عليهم
أن ينصروه وأن يمنعوه مما يمنعون من أهليهم، ففي الحديث المتقدم قال لهم :"وعلى أن تنصروني
فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" .
وقد أخذ الله تعالى الميثاق على من تقدمنا من الأمم بنصرة الرسول الكريم، فما أتعس قوم أخذ عليهم
الميثاق بنصرته صلى الله عليه وسلم فإذا هم يسخرون ويستهزئون، قال الله تعالى في أخذه الميثاق على
من سبق من الأمم :" وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا
فمن تقاعس عن نصرة الرسول فلا يُزري إلا بنفسه، وهي منزلة من العز والشرف قد حرمها منه.
وإذا كانت هناك وسائل كثيرة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والانتصار له ممن سخر أو استهزأ
من الكفرة والملحدين، فإن من النصرة التي يقدر عليها كل مسلم، ولا يعذر في التخلف عنها :
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وموالاته واتباع سنته، وترك الابتداع في الدين، إذ لا يستقيم أن يكون
المسلم ناصرا حقا للرسول الكريم في الوقت الذي يعصيه فيه ويخالف سنته، ويبتدع في دينه، أو يوالي أعداءه، ويناصرهم ويقف معهم في ملماتهم، وكيف تكون هناك موالاة بين المسلم وبين الكافر الذي يسخر أو يسب
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى :"لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره يرجع إلى أمرين :أمر إلى صفاته الشخصية وشمائله
التي تحلى بها، والتي لا تدع لأحد منصف اطلع عليها إلا محبة هذا الرسول وتوقيره وتعظيمه،
وهذه تكون من المسلمين كما تكون من المنصفين من غير المسلمين، وهناك كم كبير من أقوالهم في ذلك،
وآخر إلى أمر الله بذلك وإيجابه على المسلمين وهذه يختص بها الذين آمنوا بالله ورسوله، حتى يفديه
المؤمن بأبيه وأمه، بل يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل شيء
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
بل لا بد أن يكون الرسول أحب إلى المسلم من نفسه التي بين جوانحه فيؤثر مرضاة الرسول على
ما تطمح إليه نفسه، ويقدم أمره وسنته على محبوباته ورغباته،
فعن عبد الله بن هشام قال:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب،
فقال له عمر :يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر" ، وقد كان المسلمون من محبتهم لرسول الله
صلى الله عليه وسلم يعرضون أنفسهم للمهالك والردى في سبيل حفظ الرسول ونجاته
فعن أنس رضي الله عنه قال :"لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب به عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد
القد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة،
فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة :يا نبي الله بأبي أنت وأمي
لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك" ، وإزاء كل ما تقدم لم يكن من المسلمين
لرسولهم إلا الحب والإجلال والإكبار والرغبة في فدائه بكل ما يملكون، ولم يكن أحد من أصحابه يطيق
أن يسمع شيئا مما قد يكون فيه أدني نقص من قدره صلى الله عليه وسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :"استب رجلان :رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم :
والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي :والذي اصطفى موسى على العالمين،
فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم فسأله عن ذلك فأخبره،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم ف
أكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي،
أو كان ممن استثنى الله" فلم يحتمل الصحابي الجليل أن يسمع من اليهودي تفضيل موسى صلى الله عليه وسلم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قصة تبين مدى
حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعنه " أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم
وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر، قال :فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في
النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها،
فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم،
فلما أصبح ذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال :أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي
عليه حق إلا قام، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل، حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فقال :يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر،
ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك،
فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمها هدر " .
ولم يكن يتصور أن يقوم أحد ممن آمن به بانتقاصه أو سبه أو السخرية منه أو الاستهزاء به، وقد أجمع
علماء المسلمين على أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من أنبياء الله ورسله أنه
مرتد ويجب قتله، كما أن من سبه من أهل العهد والذمة فإن عهده ينتقض بذلك ويجب قتله فإنا لم نعاهدهم
على سب رسولنا أو الانتقاص منه، قال محمد بن سحنون :" أجمع العلماء على أن شاتم
النبي صلى الله عليه وسلم و المتنقص له كافر، و الوعيد جار عليه بعذاب الله له و حكمه عند الأمة القتل
و من شك في كفره و عذابه كفر" وقال ابن تيمية :" و تحرير القول فيه : إن الساب إن كان مسلما
فإنه يكفر و يقتل بغير خلاف و هو مذهب الأئمة الأربعة و غيرهم و قد تقدم ممن حكى الإجماع على ذلك
إسحاق بن راهويه و غيره، و إن كان ذميا فإنه يقتل أيضا في مذهب مالك و أهل المدينة، و سيأتي حكاية
ألفاظهم و هو مذهب أحمد و فقهاء الحديث و قد نص أحمد على ذلك في مواضع متعددة قال حنبل :
سمعت أبا عبد الله يقول : [ كل من شتم النبي صلى الله عليه و سلم أو تنقصه ـ مسلما كان أو كافرا
ـ فعليه القتل و أرى أن يقتل و لا يستتاب"
وبعد فهل وفيتُ حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا وألف لا، بل ولا قطرة في بحر حقه وفضله،
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله، اللهم إنا قد أحببنا نبيك وأصحاب نبيك فاللهم احشرنا في زمرتهم
. . . . . .
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله
ameerkrounz الرتبه
عدد الرسائل : 3 العمر : 62 دعاء : تاريخ التسجيل : 28/06/2008 السٌّمعَة : 0
موضوع: رد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله الثلاثاء 1 يوليو 2008 - 20:37
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم إلى كل المرتجفين من رسول الحق والحقيقة الساطعة سيدنا وحبيبنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم نقول لهم بإنكم لن تستطيعوا بكل كيدكم وعنجهيتكم أن تنالوا من رمز الأُمة الباقي بفاء العزة والقوة والأنفة بقاء الإسلام هذا الدين الشامخ بشموخ القرآن الكريم والذي تكفل الله تعالى بحفظه على مر الأيام والشهور والسنوات والقرون وحتى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها . أقول لهم قولوا وارسموا كيفما شئتم وحاولتم فإنكم أيها العجزون لن تنالوا منه ومن عزيمة أتباعه .
فنحن المسلمون اليوم رغم ما يجري على أراضينا وبين أبناء جلدتنا من خلافات ظاهرة أو باطنة فإننا بعون الله تعالى ملتحمون وصامدون وشامخون بديننا رغم ما يجري .
فراوله الرتبه
عدد الرسائل : 44 العمر : 34 كيف تعرفت علينا : ياهو دعاء : تاريخ التسجيل : 20/05/2008 السٌّمعَة : 0
موضوع: رد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله الأربعاء 2 يوليو 2008 - 4:26