*******************************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل من يسعى إلى السعادة الزوجية، وإلى كل من يعاني من بعض المشاكل الأسرية، إلى الزوجين
اللذَيْن يعيشان في البيت الزوجي وفي العش السكني، عليكما أن تعرفا جيدا أن سر السعادة الزوجية هو قيام بيتكما على محبة الله وطاعته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي بيده سبحانه أن يوفق ويبارك ويجمع بين قلبيكما.
إن طاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين، والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلافات وعدم الوفاق بين الزوجين، فمتى ما قامت الأسرة على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة شرع الله وترك معصيته، كبيرة كانت أو صغيرة؛ فلتهنأ الأسرة والزوجان معا بالسعادة والسرور والاستقرار الدائم في الدنيا ويوم لقاء الله. ولهذا فإن الحب له همسات ولمسات، وأرقى معانيه وأسمى معاليه: التقاء قلبين يؤسسان على طاعة الله حياتهما، ويزرعان في صحراء السنين غرسهما، على الصدق يلتقيان، وعلى العهد يمضيان، وينْقشان على جبين الدهر حروف الوفاء.. حبيبين صديقين عروسين، فما ألذ الحب في رحاب الله !.. رفيقين، ونعم الرفقة على منهج الله.
أيها الزوج المبارك.. هذه نماذج أطرحها بين يديك ورسائل أبثها بين ناظريك، شكاوى أنثرها، ومآس أطرحها؛ لترى بأم عينيك حقيقة التألم والتأوه والتفجع الذي يصيب بعض نسائنا المتزوجات، نعم.. هذه همومهن وآلامهن الزوجية أطرحها لنعرف حقا الواقع المرير المؤلم المؤسف الذي يخيّم على بيوت بعض المتزوجين والمتزوجات من بني جلدتنا، وما بقي ـ وربي ـ في حبيس الصدور ولم يصل إلى السطور أكثر وأعظم..
الآهة الأولى:
زوجي لا يهتم بي إطلاقا، يكون دائما عابس الوجه ضيق الصدر، فأنا مع قيامي به وتقديمي له الراحة والاطمئنان، إلا أنه سيئ الطبع، ذميم الخلق، سريع الغضب, كم رأيته ـ والله ـ المرة تلو المرة بشوشا مع أصحابه وزملائه، متوددا لأقربائه وجيرانه، أما أنا فلا أرى منه إلا التوبيخ والمعاملة السيئة.
الآهة الثانية:
لا تتعجب يا زوجي.. طالما طرحت على نفسي هذا السؤال، وطالما سمعته من صغاري، وهو: أين تقضي وقتك خلال الأسبوع؟ نرى أن الأصدقاء والزملاء والرحلات والاستراحات قد أخذت وقتك كله، بل ليس لنا من دقائقك إلا القليل القليل، وهل يا زوجي الزملاء والبيع والشراء أحق منا بوقتك؟ دعني أُرجع ذاكرتك إلى الوراء سنوات وقرونا لترى من كان أكثر منك عملا ودعوة ومقابلة وتعليما.. لترى نبي هذه الأمة وقائدها ومعلمها صلى الله عليه وسلم، مع كثرة أعبائه ومشاغله إلا أنه أعطى كل ذي حق حقه، فهل تمنحني حقي؟ وتبادلني الشعور..؟
الآهة الثالثة:
مشكلة زوجي أنه كثير الصمت، لا يتكلم، لا يشتكي، لا يناقش، فقط يكتفي بالصمت. وإذا ناقشته في أمر من أمور حياتنا هزَّ رأسه، وربما وضع اللوم عليّ ثم يسكت طويلا، فأنا ـ والله ـ لم أهمل نفسي يوما من الأيام تجاهه، بل أقوم بواجباتي الزوجية من نظافة الجسد والمكان والأولاد.. ولكن دون فائدة، لم يُسمعني كلمة جميلة رقيقة حانية عفيفة، لم يبادر في يوم من الأيام بمدحي ولو بشيء يسير من الكلمات التي طالما انتظرتها منه، كم كنت أتمنى أن يقول لي: ما أحلى هذه الأكلة! ما أجمل هذا الفستان! ما أروع هذه النظرة! بل ـ والله ـ لقد كنت أطوي الليالي الطوال مريضة ولم تحمله نفسه على أن يضع يده على جبيني أو رأسي، أو أن يدعو لي بالشفاء العاجل، أو يقرأ عليّ رقية شرعية من كتاب الله وسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم، نعم.. كم كنت أتمنى أن يريني مثل ما أريه من حسن العشرة وجمال التودد، فقد ـ والله ـ أتعبت نفسي من أجله، وبذلت جل وقتي له، فأين يا ترى حقي..؟
الآهة الرابعة:
منذ تزوجت.. وزوجي يضربني ضرب الدواب، وكنت أحسب هذا شأن الأزواج كلهم، فأنا يتيمة وصغيرة وجاهلة ومنعزلة عن الناس، وبقيت على هذه الحال سنوات طويلة، حتى أنجبت بنتا معوقة، وصرت لأجلها أتردد على المستشفى بكثرة، فاختلطت مع النساء وتعرفت على أحوالهن، عندها.. عرفت أن وضعي غير طبيعي على الإطلاق!
الآهة الخامسة:
زوجي يتنكد مزاجه في أوقات كثيرة لأتفه الأسباب، فينهال عليّ بالضرب، ويأمرني بعدم البكاء أو الصراخ، ولو فعلت ذلك اشتاط غضبه وازداد بطشه، فإذا توقف عن الضرب وجب عليّ تقبيل رأسه والاعتذار منه! والمضحك والمبكي في الوقت نفسه أنني في الغالب ليس لي شأن بالسبب المثير لأعصابه، ولكنني أبقى أنا الضحية.. نعم.. أبقى أنا الضحية..
فلماذا هذه الآهات والحسرات؟
لماذا هذه الهموم والتصرفات من بعض الأزواج..؟
أسئلة محيرة، وأساليب خاطئة، تبحث عن حلول وتحليلات، وتوجيه ومصارحات.