عدد الرسائل : 392 العمر : 40 كيف تعرفت علينا : ياهو الاوسمه : المهنه : دعاء : الهوايه : تاريخ التسجيل : 19/03/2008 السٌّمعَة : 0
موضوع: المسلمون على درجات في التدين - د.عائض الإثنين 26 سبتمبر 2011 - 5:55
ينبغي على المسلم أن يكون عادلا رحيما؛ فلا يظلم في أحكامه ولا يقسو في أفعاله، وليقبل سائر المسلمين على مستوياتهم بالتدين؛ فنحن - المسلمين - في التدين كطلاب الجامعة؛ منهم المقبول والجيد والممتاز، وقد قسم القرآن أهل الإيمان إلى ثلاثة مستويات ووعدهم بالرحمة والمغفرة جميعا، فقال تعالى: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ»، فالمسلمون منهم العالم الرباني والعابد القانت الخاشع والملتزم بالواجبات التارك للكبائر، ومنهم الظالم لنفسه بارتكاب بعض المنهيات وترك بعض الواجبات، فهم على درجات متفاوتة بالالتزام بالدين، وهم بحاجة إلى من يدعوهم برحمة ويعاملهم برفق لاختلاف عقولهم ومداركهم وتباين أفكارهم وكثرة الشبهات والشهوات وضعف اليقين والصبر عند الكثير منهم، وليس بصحيح أن يقال في المجتمع المسلم: فئة المتدينين أو رجال الدين؛ لأننا كلنا رجال دين من العلماء والمسؤولين والأطباء والمهندسين والكتاب والجنود والتجار وغيرهم، فعلى المسلم أن يتعامل مع إخوانه المسلمين ويقبلهم على اختلاف مستوياتهم في التدين.
وقد يكون بعض الناس ممن لا يشار له بالبنان أفضل عند الله ممن اشتهر بالتدين إما لسريرة صادقة أو عمل خاص متقبل أو خاتمة حسنة، فادعوا الخليقة بالرفق وعاملوهم بالعدل واشملوهم بالرحمة، وليكن إمامنا في ذلك سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له ربه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ».